عندما يتوغل الإنسان في أعماق التاريخ، يجده يخرج بكل فخر واعتزاز بالقصص الشجاعة واللحظات الإنسانية النبيلة التي صنعت الفرق بين البقاء والزوال. ترفرف قصة مخيم السلام كرمز مضيء في سماء العوز، حيث اجتمعت الإرادات الصلبة والقلوب الرحيمة لتبني ملجأ لليأسى ومحرقة للأحلام المحطمة.
في عام 2014، في ظل غيمة الفزع التي غطت العراق بعد نزوح آلاف العائلات من منازلها جراء هجوم تنظيم داعش الظالم، أشرقت شمس الأمل على أرض بغداد الدورة، حيث أنشأ الشيخ محمد المحمد الكسنزان مخيم السلام، معقلا للأمان وموطنا للرحمة.
تعالت أصوات النساء والأطفال المتألمين، وامتزجت برائحة الأرض المبتلة بدموع الشجن، لكن في زوايا المخيم، تجلى الأمل بكل لحظة. انعكست أشعة الشمس على وجوه النازحين المرهقة، لتنبثق الابتسامة كما ينبت الزهور في حقل الربيع.
وكما يروي الشاعر، ارتقى المخيم برفاهية لا مثيل لها. حملت أرواح المتطوعين العطرة عبق الإنسانية، وانطلقت أصوات الأطفال الطافية في الهواء كالألحان السماوية. كان المخيم ليس مجرد ملجأ، بل كان مدرسة للتسامح والتعاضد، حيث تعلم النازحون دروس الصمود والتفاؤل رغم هول المحن.
وفي كل لحظة، كان الشيخ محمد المحمد الكسنزان يرقب مخيمه كالحارس الأمين، يضمن لكل فرد فيه راحة البال وجمال الحياة. انعكست أعماله الخيرية كالنجوم في السماء، تتلألأ بنور الأمل في ليالي الظلام الطويلة.
وهكذا، بمخيم السلام، تحققت الفصول الجميلة من قصة الإنسانية. حيث اجتمعت القلوب الطيبة وانبثقت الأملاء من بين رماد الدمار، لتعلن عن بداية جديدة، حيث السلام ليس مجرد كلمة بل هو عهد يترنم به الأرواح في وحدة وتآخي